العُـمْـرُ يَـمْـضي والعُـروبـة ُهَـمـُّـنــا          فِـتـَـنٌ تُـمَـزِّقُ جِـسْـمَـهـا وتـَـصـُـولُ

لا العِـزُّ يَقـبـلُ، لا المهـانَـة تنـْقـضي          لا الغَـيْـثُ يَـهـْمي تشْـتهـيه سـُهـُـولُ

يَـتحـكــَّمُ الأوغــادُ في دُنْـيــا الوَرى          تـَـشـْــكو الـمَـنابِـرُ ما بِـهـنّ فـُحـُـولُ

فـي كـلِّ دَرْب حـُـرقـــة ٌونـِيـاحــَــة ٌ          وبِـكـلِّ ســـاح ٍنـازفٌ وقــتــيـــــــلُ

كلُّ الـسـُّـيـوف ِالـيعْـرُبـيــة أغْـمِـدَت          والـســيـفُ فـخْـرٌ يَـزدهِـيـه صلـِيــلُ

والـســـاحُ قــفْــرٌ مـن كِـرام ٍســــادة ٍ         وبِـه يـصُـــولُ مُـنَـعـَّـمٌ وجَـهــُــــولُ

تـبْـكي الأعـِنـَّـة ُأن خـلا مَـيْــدانـُـنــا          مِن خـَـيـرِ خـيْـلٍ، أيْـن أيْـن صَهيــلُ

والـمَـجْــدُ للزيـْتـونِ والـنـَّخـْـلِ الذي           ذكـَـرَ الـكـتــابُ ، فـآيـَــة ٌودلـيـــــلُ

ما كان للأعْـشـابِ تـلـْصُـقُ بالـثـرى          هـل تعْـرِف المَجْـدَ العـظيـمَ بـُـقـولُ؟

قـد عـادَ عـارا ً أن تـكُــونَ مـُقــاتـِلا ً          بـالرأي ِأو بـالـسـيـفِ حـيـن يـقـُـولُ

والـصَّـمْـت ُصار مَلاذهم وأمـانـَـهُـمْ          والإفـْـك ُجَـنـّـاتٌ لهُـم وخـَـمــيــــــلُ

ما عـادَ حَـمْـــزة ُأو حُـسَـــيْـنٌ قُـدوةً           أو ســـيْـفُ رَبٍّ صــارِم ٌمَــســلـولُ

لا صَـوتُ معْركةٍ يُـشـنـِّـفُ سَـمْـعَـنا          لا الـرُّمْحُ يُروى ظـامِـئــا ًوصـقـيـلُ

والـنـاسُ أكْـثـرُهـُـــم يـُـداري ذِلـّـــة ً          ويـَجـُب ُّ فِـعـْـلٌ قــولـَهـُم ويُـزيـــــلُ

يَـبْـكي الـيَـتـامى في دِيـارِ عُـروبـَـةٍ           وتـصـِيـحُ فـيـهـِـمْ حـُــرَّة ٌوبـَـتــُــولُ

يَـعْـلـوصُراخُهُـمُ لِـيُـخْـرِسَ صَوتـَهـا          فـالكلُّ عَـن صَـرخـاتِهـا مَـشـْــغــولُ

يَـتـصـايَــحُ الأبْـطـالُ في أوكارِهِــمْ           أهـْـل ٌوأصْـحــابٌ وبـعـْـدُ حَـلِـيـــــلُ

لا يَسْـلـَمُ الـشـَّرَف ُالرفِـيع ُمن الأذى          حَـتــى يـُــراقَ لـَــهُ دمٌ مَــطـْــلــُــولُ

الكاذِبـُـون فــمـا أراقُـــوا نُـقـْـطـــــة ً         إنَّ الأبـِـي َّ إذا يَـقـُــــولُ فـَـعـُـــــــولُ

لكِـن ْصُـراخ ٌلا يُـخِـيــــفُ ذُبـابـــَــةً          والـفـِعـْـل ُهـَـمـْسٌ نـاعِــمٌ وخـَجـُـولُ