عندما أصدر الصحفي الفرنسي تيري ميسان كتابه “الخدعة الكبرى” عن أحداث 11 سبتمبر كنا نحن العرب أول مكذبيه، مع أن الكتاب في مجمله يبرئ العرب والمسلمين من المسؤولية عن تفجير برجي التجارة في نيويورك، وتبنينا الرواية الأمريكية التي تديننا، وما زالت توابعها تتوالى، وحسبكم قانون جاستا الذي يتيح للمحاكم الأمريكية مقاضاة أي دولة بتهمة دعم الإرهاب، وصدرت منذ ذلك اليوم قراءات شتى لما حدث، وتفسيرات كثيرة قدمها خبراء في الطيران والمتفجرات والمباني. وكان معظم مكذبي الكتاب يستندون إلى أن أسامة بن لادن اعترف بنفسه بهذا الهجوم الإرهابي.
ففي شريط بثته قناة الجزيرة في 30 أكتوبر 2004، برر بن لادن ولأول مرة سبب إقدام القاعدة على توجيه ضربة للمباني المدنية في الولايات المتحدة بقوله” بعدما طفح الكيل بالمسلمين من إقدام إسرائيل على اجتياح لبنان سنة 1982، وما تفعله من أعمال إرهابية ضد المدنيين الأبرياء في فلسطين، وما تشهده الساحة الإسلامية من انتهاكات إسرائيلية حيال الشعب الفلسطيني، وما يراه كل العالم بأن أمريكا تساند وتبارك إسرائيل بما تفعله باحتلالها أراضي ليست حقًا لها لا في تاريخ ولا في حضارة”. وادعى “أن الرئيس الأمريكي مخطئ بتفسيره أن القاعدة مناهضة للحرية، إن القاعدة تقول الحقيقة التي قامت أمريكا دوماً بإخفائها”.
لكن بن لادن نسي أو تناسى تصريحاً له في زمن أقرب إلى زمن التفجيرات، ففي 28 سبتمبر 2001 أجرت صحيفة “أمت” (الأمة) الباكستانية اليومية حواراً مع بن لادن قال فيه: “إنني كمسلم لا يمكن أن أكذب، وأنا ليس لي أية معرفة بهذه الاعتداءات، والإسلام يحظر قتل الأبرياء أو إلحاق الأذى بهم.”
وأضاف بن لادن “إننا ضد النظام الأمريكي، لكننا لا نعادي الشعب الأمريكي” وقال “إن على النظام الأمريكي أن يبحث عن الذين دبروا الاعتداءات من داخله. إن الذين دبروا هذه الاعتداءات هم الذين يريدون أن يجعلوا هذا القرن، قرن الصراع بين المسيحية والإسلام، لكي تعيش دولتهم وأيديولوجيتهم، وهم يمكن أن يكونوا من روسيا إلى إسرائيل، ومن الهند إلى صربيا، وحتى داخل الولايات المتحدة هناك عشرات المنظمات والجماعات التي يمكن ان تكون قامت بهذا العمل، ولا تنسى أن اليهود الأمريكيين قد تضايقوا من الرئيس بوش بعد انتخابات فلوريدا، وأرادوا ان ينتقموا منه” وقال أيضاً “إن هناك حكومة داخل الحكومة في أمريكا، ويجب ان تُسأل الحكومة السرية عمن قام بتنفيذ هذه الهجمات”.
سحب العدد من الأسواق واختفى، ومنعت الحكومة الأمريكية وسائل الإعلام من نشر نص المقابلة، لأنها تنسف ادعاءاتها، فمن نصدق؟